كشفت أزمة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف عن أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الجزائر وروسيا، الحليف التقليدي الذي قال الرئيس عبد المجيد تبون “إنه ضامن استقلال بلاده”.
خليف فجرت الخلاف بشكل علني خلال جلسة لمجلس الأمن حول النساء، بعدما انتقد ممثل روسيا السماح لملاكمة “من الذكور” بضرب النساء في مسابقة الملاكمة بأولمبياد باريس، ما رفضه ممثل الجزائر ودافع عن مواطنته، معتبرا تصريحات الروسي “خلطا للسياسة بالرياضة”.
لكن إيمان خليف ليست سبب الأزمة الجزائرية الروسية، فالملاكمة الجزائرية ليست هنا إلا وسيلة للنزاع بين الروس والغرب، في حين الأزمة الحقيقية بين موسكو والجزائر تظهر بشكل واضح في الساحل الإفريقي.
“مغرب إنتليجنس“، كشفت بأن السلطات الروسية استخدمت قنوات التعاون الأمني والعسكري مع الجزائر، لنقل احتجاجاها الشديد على عدم تبادل المعلومات الاستخبارية وعدم الاستجابة في المسائل المعلوماتية، بشأن نشر عملاء المخابرات الأوكرانية في شمال مالي لمساعدة الجماعات المسلحة من متمردي أزواد والطوارق المؤيدين للاستقلال الذين يخوضون حربا ضد النظام الانتقالي في باماكو في مالي الذي تدعمه وترعاه موسكو.
وانتقدت السلطات الروسية علناً نظيرتها الجزائرية لفشلها في واجبها المتمثل في التعاون مع المخابرات الروسية ومراقبة منطقة تقع قريبة جداً من الحدود الجزائرية وتستثمرها مجموعات صغيرة من الأجهزة الأوكرانية التي أرسلتها كييف لتقديم المساعدة لقوات المتمردين.
السلطات الروسية وفق المصدر ذاته تشتبه في أن الجزائر سمحت، تحت ضغط أمريكي، بفتح أجوائها أمام طائرات تنقل لواء من العملاء شبه العسكريين من الخدمات الأوكرانية إلى شمال مالي، وخاصة إلى بعض المناطق الواقعة بالقرب من الحدود الجزائرية.
الغضب الروسي تضاعف بعد هزيمة وحدة كاملة من مقاتلي ميليشيا فاغنر الشهيرة نهاية يوليوز الماضي.
هذه الهزيمة قوبلت باحتفاء عبر وسائل إعلام وشخصيات مقربة من النظام الجزائري.