الجمعة 11 أكتوبر 2024

عودة الجالية المغربية.. أكبر عملية عبور للبشر بين القارات!

“أخيرا!”، يقول المغربي رضا (20 عاما) متنفسا الصعداء إثر وصوله إلى ميناء الجزيرة الخضراء في جنوب إسبانيا الأربعاء في اليوم الأول من عملية “عبور المضيق” التي تنظمها إسبانيا في موسم زيارة المغاربة بلدهم خلال فصل الصيف.

على غرار هذا الشاب، انتظر ملايين المغاربة في أوروبا ثلاث سنوات قبل أن يتسنى لهم مجددا سلوك “طريق البلاد” والعودة إلى المغرب لقضاء الصيف، بالسيارة عبر إسبانيا.

جاء ذلك بعد أن قررت الرباط في منتصف أبريل استئناف الرحلات البحرية مع إسبانيا بعد طيّ صفحة أزمة دبلوماسية خطرة استمرت قرابة عام بين البلدين المطلّين على مضيق جبل طارق.

يضيف الطالب رضا الذي جاء بسيارته مع صديقه قبل أسبوع من هلسنكي بفنلندا عابرا أوروبا بشكل قطري لمسافة تزيد عن 4500 كيلومتر من أجل زيارة عائلته في أغادير بجنوب غرب المغرب، “الليلة الماضية لم أستطع النوم، كنت متحمسًا للغاية”.

مع أكثر من 3,3 مليون مسافر و760 ألف مركبة في صيف عام 2019، تشهد عملية “عبور المضيق” أو “مرحبا” في تسميتها العربية “واحدة من أكثر تدفقات الأشخاص كثافة بين القارات” في فترة قصيرة، وفق الحكومة الإسبانية.

يوضح رضا مرتديا صندلا ومعتمرا قبعة صيفيّة عند حديثه عن صيف عامي 2020 و2021 “هذان الصيفان الوحيدان من حياتي اللذان لم أقضيهما في المغرب”، ويضيف “إنه تقليد بالنسبة لنا”.

في مجمع ميناء الجزيرة الخضراء الكبير، لم يعد يفصل بين رضا وميناء طنجة بالمغرب سوى 14 كيلومترا. بدأت الأربعاء تظهر بضع سيارات محملة فوق طاقتها وعائلات تبحث عن مكان مظلل لتناول الطعام أمام عبّارات حمراء مهيبة.

لكن الأعداد ستتزايد بسرعة كما هو متوقع بحلول نهاية الشهر وخلال أول عطلة نهاية أسبوع في يوليوز.

ارتياح بعد غضب

لكن هذه العودة إلى الوضع الطبيعي لم تكن بأي حال من الأحوال أمرا مسلّما به.

لم تُستأنف الرحلات البحرية بين إسبانيا والمغرب إلاّ منتصف أبريل، بينما أعادت الرباط فتح موانئها أمام دول أوروبية أخرى اعتبارا من صيف 2021.

أغلقت الحدود بين البلدين في مارس 2020 بسبب تفشي وباء كوفيد، ومُدّد الإغلاق بعد ذلك بسبب الأزمة الدبلوماسية التي نشبت في مايو 2021 حول ملف الصحراء .

  • أفب

في هذا الموضوع

الزوار يتصفحون حاليا

شاركنا رأيك

اترك ردًا

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر ساعة