أعلن اللجنة النوبلية اليوم منح جائزة نوبل للسلام لعام 2025 إلى الزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، تقديراً لجهودها غير العنيفة في الدفاع عن الديمقراطية والحريات الأساسية في فنزويلا، وسط حكم النظام الاستبدادي لنيكولاس مادورو.
في بيان رسمي ألقته في قاعة أوسلو الشهيرة، قالت رئيسة اللجنة النوبلية، بيرنادتي كريغر: “ماريا كورينا ماتشادو تمثل رمزاً للمقاومة السلمية التي تحول دون اليأس في وجه الاستبداد. نضالها ليس فقط لفنزويلا، بل لكل شعوب العالم التي تسعى إلى العدالة دون اللجوء إلى العنف”.
وأضافت أن الجائزة تسلط الضوء على “القوة الهائلة للصوت المدني في مواجهة القمع المنهجي”.ماتشادو، مهندسة كيميائية تحولت إلى سياسية بارزة، قادت الانتخابات التمهيدية للمعارضة الفنزويلية في عام 2024 بحصولها على أكثر من 90% من الأصوات، لكنها منعت من الترشح الرئاسي بسبب قرار قضائي مثير للجدل.
هذا الإيقاف، الذي اعتبرته الأمم المتحدة والمنظمات الدولية انتهاكاً لحقوق الإنسان، أدى إلى هجرة ملايين الفنزويليين وفرض عقوبات دولية على نظام مادورو، الذي يُتهم بقمع المعارضة وانتهاكات واسعة النطاق.
في خطابها المسجل من مكان سري في فنزويلا، شكرت ماتشادو الجائزة قائلة: “هذه الجائزة ليست لي وحدي، بل لكل فنزويلي يقاوم بالكلمة والسلام. سنستمر في بناء الديمقراطية حتى ينتصر الشعب”.
وأكدت أنها ستستخدم الجائزة المالية، البالغة 11 مليون كرونة سويدية (حوالي مليون دولار أمريكي)، لدعم منظمات المجتمع المدني في فنزويلا.
يأتي هذا الإعلان في وقت تتصاعد فيه التوترات الدولية حول الانتخابات الفنزويلية المزعومة في يوليو 2024، التي أعلن فيها مادورو فوزه بنسبة 51%، بينما يرفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الاعتراف بها، معتبرين إياها غير حرة وغير عادلة. وقد أدى ذلك إلى احتجاجات واسعة أسفرت عن اعتقالات جماعية ومقتل عشرات المتظاهرين.
الجائزة، التي أُسست عام 1901، تُمنح سنوياً للأفراد أو المنظمات التي ساهمت في تعزيز السلام العالمي. وفي السنوات الأخيرة، رُشح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للجائزة بسبب جهوده في الوساطة بالشرق الأوسط، لكنه لم يفز بها.
هذا العام، فضلت اللجنة تكريم الناشطين المحليين على الشخصيات الدولية الكبرى، مما يعكس تحولاً في أولوياتها نحو القضايا الإقليمية.
من المتوقع أن يلقى الإعلان ردود فعل دولية متنوعة؛ فقد أثنى الرئيس الأمريكي جو بايدن على ماتشادو، واصفاً إياها بـ”بطلة الديمقراطية”، بينما وصفها وزير الخارجية الفنزويلي، يفغاني ميرندا، بأنها “عميلة تدخل أمريكية”. كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه الكامل للمعارضة الفنزويلية.
تابعوا طنجة7 على صفحتنا بموقع فيسبوك. وعلى منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض


