تطبيق يلا “Yalla”: فشل تنظيمي قبل بداية كأس إفريقيا

طنجة7

في ظل الاستعدادات لاستضافة المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025 (TotalEnergies CAF AFCON)، أصبح تطبيق “يلا” (YALLA) محور جدل واسع النطاق، بعد فتحه للعموم يوم 13 أكتوبر.

أُطلق التطبيق في 25 شتنبر 2025 كـ”رفيق المشجعين الرسمي”، لكنه سرعان ما تحول إلى رمز للفشل التنظيمي بسبب مشاكل فنية وأمنية، تصميم سيء، وردود دعم غير مهنية. بما في ذلك أخطاء إملائية في اللغة الفرنسية.

مع بدء بيع التذاكر في 13 أكتوبر، انفجر الغضب على وسائل التواصل. مما يهدد بإلقاء ظلال سلبية على البطولة التي ستقام من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026 في مدن مثل الرباط، الدار البيضاء، مراكش، وطنجة.

يلا: الوعد الرقمي الكبير وأهدافه المعلنة

يُقدم تطبيق “يلا” كمنصة شاملة لتسهيل تجربة الجماهير. متوفر على iOS وAndroid، يجمع التطبيق بين خدمات حيوية مثل:

  • بطاقة المشجع (Fan ID): إلزامية لدخول الملاعب والمناطق الخاصة بالجماهير، وتُنشأ عبر التطبيق لضمان الوصول السلس.
  • بيع التذاكر: فتح نافذة احتياطية لمدة 48 ساعة للحاملين بطاقات فيزا، قبل الفتح العام في 15 أكتوبر.
  • التأشيرات الإلكترونية (e-Visa): تسهيل إصدار تأشيرات خاصة بالبطولة للمشجعين الأجانب، بالإضافة إلى حجوزات الفنادق والنقل.
  • المحتوى الحصري: تحديثات حية، خرائط الملاعب، تنبيهات أمنية، ومحتوى مخصص لتعزيز التفاعل.

أكدت CAF أن “يلا” سيكون “البوابة الرئيسية للجماهير”، مما يجعل البطولة “الأكثر اتصالاً رقمياً في تاريخ كأس أمم إفريقيا”. مع توقع مشاركة أكثر من 100 ألف مشجع من 54 دولة أفريقية.

كما يُعد التطبيق جزءًا من خطة “الإقلاع 2025” لتحديث البنية التحتية الرقمية في المغرب، تمهيدًا لكأس العالم 2030.

الإطلاق الفاشل: أعطال فنية وتصميم يثير الشكاوى

بدأ بيع التذاكر في 13 أكتوبر الساعة 9 صباحًا بتوقيت المغرب، لكن الفرحة المتوقعة تحولت إلى إحباط جماعي. واجه آلاف المستخدمين أعطالاً واسعة، بما في ذلك أخطاء في تسجيل الدخول، تأخير في رموز التحقق، وانهيارات متكررة أثناء إنشاء Fan ID أو إكمال الشراء.

أكد خط المساعدة الرسمي وجود “خلل فني” ناتج عن “عدد كبير من المستخدمين”. لكن هذا لم يهدئ الغضب.

أما مشاكل التصميم، فقد برزت كعامل رئيسي في الفوضى. يُتهم التطبيق بتصميم واجهة يعيق التنقل ويزيد من معدلات الخطأ. على سبيل المثال، اشتكى مستخدمون من صعوبة في تحميل التطبيق نفسه، وواجهات غير متجاوبة مع الأجهزة المتنوعة. مما أدى إلى تجميد الشاشات أثناء عمليات التحقق من الهوية، وعدم دعم جوازات السفر غير البيومترية.

النشطاء وصفوا التطبيق بأنه “فشل في الرقمنة”، مع انتقادات لعدم الاستعداد للضغط المتوقع، رغم تأجيل المرحلة الأولى من البيع في شتنبر بسبب انهيار سابق للمنصة. هذه المشاكل ليست جديدة؛ ففي أحداث رياضية سابقة، مثل كأس العالم 2022 في قطر، واجهت تطبيقات مشابهة تحديات تصميمية أدت إلى إحباط الجماهير.

الدعم الفني: ردود غير مهنية وأخطاء لغوية تثير السخرية

لم تقتصر المشكلات على التصميم والأعطال، بل امتدت إلى خدمة الدعم، التي وُصفت بـ”غير المهنية” من قبل العديد من المستخدمين. على الرغم من توفير رقم الهاتف ودعم متعدد اللغات (عربية، فرنسية، إنجليزية)، أبلغ مشجعون مغاربة وأجانب عن عدم تلقي ردود على رسائلهم المتكررة. مما أدى إلى فقدان فرص شراء التذاكر خلال النافذة الاحتياطية.

كتب أحد المستخدمين: “كتبت عدة مرات للحصول على حل، لكن لا دعم فني!”. مشيرًا إلى صعوبة الوصول إلى الملاعب كمشجع مغربي.

أما اللغة الفرنسية، اللغة الثانية في المغرب، فقد أثارت أخطاء إملائية ونحوية في النصوص داخل التطبيق والردود الآلية مع أخطاء في الترقيم أو الإملاء. مما يعكس نقصًا في التحرير اللغوي. خاصة مع التركيز على الجماهير الفرنكوفونية من غرب إفريقيا. في سياق أوسع، يُرى هذا كدليل على عجلة التطوير دون اختبار كافٍ، مما يثير تساؤلات حول منح العقود لشركات غير مؤهلة.

الجدل الأوسع: مخاوف أمنية وشبهات فساد تنظيمي

يأتي فشل “يلا” في سياق تحديات تنظيمية أكبر. مثل تأخيرات في بناء الملاعب وجدل حول التأشيرات للدول الأفريقية. يخشى المنتقدون من مخاطر أمنية، حيث يتعامل التطبيق مع بيانات حساسة مثل الجوازات دون سياسة خصوصية واضحة. مما ينتهك قانون 09-08 لحماية البيانات الشخصية.

كما أثيرت شبهات فساد حول منح العقود، مع مطالبات بتحقيقات من جمعيات المستهلكين.على الجانب الإيجابي، نجح بعض المستخدمين (مثل 13 ألف في التسجيل الأولي) في إكمال العملية، وأصدرت CAF بيانًا يعد بحلول سريعة. ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه “الفوضى النهائية” قد تضر بسمعة المغرب كبلد مضيف.

آخر ساعة

تابعنا

أعثر علينا على الوسائط الاجتماعية
نشرة السابعة
إشترك معنا للتوصل بجميع الأخبار