عقدت الرابطة المحمدية للعلماء، اليوم السبت بالرباط، أشغال مجلسها الأكاديمي الثلاثين، وشهدت دعوة من الأمين العام أحمد العبادي للعلماء بالتفاعل مع القضايا مشيرا في هذا السياق لقضايا مثل “الإدمان الإباحي والرقمي”.
أحمد عبادي قال إن العلماء عليهم واجب حراسة الدين وإقامة شعائره وشرائعه وتمنيع قيمه ومكارمه مما قد يلابسها من ذرائع الزيغ والانحراف أو شوائب التنطع والابتداع.
الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء اغتنم هذه المناسبة، للفت انتباه أعضاء المجلس الأكاديمي وهم أعضاء المؤسسة ذاتها، إلى التحديات والقضايا “الحارقة” التي يطرحها “الواقع الجديد” والتي يتوجب على علماء الرابطة التفاعل معها من منطلق مسؤوليتهم الكبيرة وتقديم إجابات بشأنها، معتبرا أن عجلة الواقع ت غذيها “ثقافات ونفسيات مستجدة” في ظل الذكاء الاصطناعي والعولمة.
وسجل أن من ضمن تلك التحديات ما يتعلق بالقضية البيئية وهدر المياه، داعيا إلى استلهام القوة الاقتراحية “الهائلة” من القرآن الكريم. كما حث السيد عبادي، العلماء على التقريب بين الناس بمناهج وكيفيات واضحة، مشددا على ضرورة التفكير في ذلك على ضوء ديباجة الظهير الشريف المؤطر للمؤسسة ذاتها.
وأضاف عبادي أن الإدمان يشكل أيضا قضية من ضمن القضايا “الحارقة”، ويتعلق الأمر بالأساس بالإدمان الرقمي والإباحي والاستهلاكي، داعيا إلى “مواكبة الناس برحمة وبقوة اقتراحية دون تحسيس بالدنيئة”. واعتبر أن هذه التحديات “ثقيلة ومزعجة”، ولكن لا بد من التعامل معها “بقوة اقتراحية وبمعرفة الواقع كما هو”، وذلك بالتقريب من الدين بجمالية.
وفي هذا الإطار، أبرز عبادي أن مستلزمات تكوين العالم في السياق المعاصر، تنبني على ضرورة فهم النصوص المؤسسة نقلا وتصحيحا وتوثيقا، وضبط آليات استنطاق النصوص واستنباط الهدي منها، والوعي بالسياق واعتباره، بالإضافة إلى استيعاب القوالب التفكيرية والجهاز المفاهيمي، ليخلص إلى أن هذه المسؤولية تقع على عاتق مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء من أجل “معانقة التوجيه المولوي للمؤسسة المشار إليه في الظهير الشريف”.