غداة إطلاق النار الذي أوقع سبعة قتلى أمام كنيس يهوديّ بحيّ استيطانيّ في القدس الشرقيّة المحتلّة، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يظهر وزير الخارجيّة المغربيّ ناصر بوريطة وهو يصف منفذي إطلاق النار بالإرهابيين. إلا أن الفيديو قديم ويصوّر الوزير وهو يتحدث عن هجوم مسلّح تبناه تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة الخضيرة شمال إسرائيل العام الماضي.
يظهر في الفيديو وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وهو يلقي خطاباً بالانكليزية خلال ما يبدو أنه مؤتمر صحافي.
وجاء في تصريحه “أريد تجديد إدانة المغرب للحادث الإرهابي الذي وقع البارحة في الخضيرة”.
وأضيف إلى الفيديو خبرٌ عن إطلاق النار الذي وقع في الآونة الأخيرة أمام كنيس يهودي في القدس الشرقية، في ربطٍ لكلام الوزير بالحادث.
وأرفق الفيديو بتعليقٍ جاء فيه “وزير الخارجية المغربي يصف الفلسطينيين بالإرهاب”.
ويأتي تداول هذا المنشور في سياق مقتل سبعة أشخاص بإطلاق نار أواخر يناير الماضي خارج كنيس يهودي بحيّ استيطاني بالقدس الشرقيّة، في تصعيد للعنف غداة عمليّة دامية للجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة المحتلّة.
وأعلنت الشرطة مقتل المنفّذ، قائلة إنّه شابّ من القدس الشرقيّة يبلغ 21 عامًا. ونشرت الشرطة صورة لسيّارة تويوتا بيضاء قد اخترقها الرصاص من الأمام قالت إنّها للمهاجم الذي أردته عند محاولته الفرار من المكان.
وأدانت دول عربية كالأردن والإمارات ومصر إطلاق النار، مشددة على ضرورة وقف التصعيد الحاصل بين إسرائيل والفلسطينيين.
حقيقة الفيديو
لكن الفيديو لا علاقة له بكل ذلك.
ففي الفيديو، ووراء الوزير المغربي، يمكن ملاحظة عبارة “قمّة النقب” التي عُقدت السنة الماضية. إضافة إلى ذلك، ذكر الوزير صراحة بلدة الخضيرة وليس القدس الشرقيّة المحتلّة.
إزاء ذلك، أرشد البحث عن الفيديو باستعمال كلمات مفتاحية مثل “قمة النقب + مؤتمر صحافي” إليه منشوراً على يوتيوب في قنوات لوسائل إعلامية عدّة في شهر مارس من سنة 2022.
وآنذاك، اجتمع وزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب التي قامت جميعها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل عام 2020 ووزير خارجية مصر الدولة التي أقامت سلاماً رسمياً مع إسرائيل منذ عام 1979.
وعبّر وزير الخارجية المغربي حينها عن إدانته لهجوم في الخضيرة في 27 آذار/مارس 2022 أسفر عن مقتل شرطيين، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه. وتزامن الهجوم مع انطلاق القمة التي عُقدت في سديه بوكر في صحراء النقب.
- تقصي الحقائق في وكالة الصحافة الفرنسية