في دورة تعرف أفلاما “لا يحسن فيها الممثلون التمثيل”، شكل بدء عرض بعض الأفلام السينمائية الحقيقية في المهرجان الوطني في طنجة متنفسا كبيرا، لاسيما مساء الخميس 22 شتنبر، حيث كان الجمهور على موعد مع عرض إثنين من أبرز التجارب لكل من المخرجين ادريس لمريني وعبد السلام الكلاعي.
وإلى جانب القصص المميزة والتصوير المحترم، حضر أيضا ممثلون كبار، كانت مساء الخميس نسرين الراضي أبرزهم، من خلال المشاركة في بطولة فيلم “أسماك حمراء” لعبد السلام الكلاعي، عبر أداء دور “هدى” الفتاة” التي تعاني من إعاقة.
عدد كبير من الأشخاص لم يتمكنوا من التعرف على الممثلة نسرين الراضي في البداية، إذ تقمصت الدور بشكل كامل من حيث الشكل عبر وضع نفسها في مواضع جسدية متعبة وحتى الصوت، وهي الأدوات التي حافظت عليها من البداية ولغاية النهاية، وسط تصفيق وتأثر من الحاضرين في قاعة روكسي في ساعة متأخرة من الليل.
خلال المناقشة أشاد نقاد ومخرجون وحتى ممثلوا جمعيات معنية بقضايا الإعاقة بدور نسرين، متسائلين عن كيف تمكنت من القيام بالدور بكل هذا الاتقان، الممثلة ردت ببساطة “أنا أيضا لا أعرف”، لكنها شددت على الدور الكبير الذي لعبه المخرج الكلاعي من حيث التوجيه ووضعها في مكانها المناسب.
الممثلة قالت إن الدقائق القليلة التي كانت تعلب فيها الدور عرفت حجم المعاناة والآلم الذي تعيشه هذه الفئة، من حيث المعاناة نفسيا وجسديا وحتى مجتمعيا.
وتدور قصة فيلم “أسماك حمراء” حول امرأة تدعى حياة، تغادر السجن بعد أن أمضت عقوبة طويلة المدة، لتعود إلى مسقط رأسها في شمال المغرب لتجد نفسها في مواجهة أخ يرفضها خوفا من العار، ورغبتها في لقاء ابنها الوحيد وثقل تبرير قيامها بقتل والده.
عمل حياة للعودة للحياة دفعها للقاء أمل وشقيقتها “هدى” التي تعاني من إعاقة شديدة، فعاشوا لحظات قاسية تطمح للأفضل رغم الإقصاء والاستغلال والتهميش.