فاز فيلم “ينعاد عليكو” للمخرج الفلسطيني، إسكندر قبطي، بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) للدورة الحادية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، واختتمت فعالياتها مساء اليوم السبت بالمدينة الحمراء.
وخلال حفل اختتام هذه الدورة الذي احتضنه قصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء وعرف حضور نجوم الفن السابع وشخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام، أعلنت لجنة تحكيم المهرجان برئاسة المخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو عن تتويج “ينعاد عليكو” الذي تنافس مع 13 فيلما أخرى من مختلف البلدان حول العالم.
ويقدم فيلم “ينعاد عليكو” دراما عائلية يفكك من خلالها جدلية التحرر والمحافظة داخل مجتمع فلسطينيي 1948، منسوجة على قناعة واضحة بأن المجتمع يتحرر حين تتحرر نساؤه.
ومن خلال وقائع مترابطة لأفراد أسرة بورجوازية من فلسطينيي مدينة حيفا، ترتسم بورتريهات، معظمها لنساء يتبنين مقاربات مختلفة لمكانة التقاليد في حياتهن ويجدن أنفسهن مدعوات للاختيار بين تحمل مسؤولية الحرية الفردية أو العيش وفق ما تسطره القوانين غير المكتوبة للمجتمع.
وإضافة إلى “النجمة الذهبية”، نال فيلم “ينعاد عليكو” جائزة مزدوجة لأحسن دور نسائي في شخص كل من منار شهاب ووفاء عون.
وم نحت جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين فيلمي “الكوخ” لسيلفينا شنيسر (الأرجنتين)، و”القرية المجاورة للجنة” لمو هاراوي (الصومال) الذي استفاد من دعم برنامج ورشات الأطلس.
أما جائزة أفضل إخراج، فكانت من نصيب البولندي داميان كوكر عن فيلمه “تحت البركان”، الذي حصد أيضا جائزة أحسن دور رجالي في شخص الممثل الأوكراني رومان لوتسكيي.
وفي كلمة بالمناسبة، أعرب رئيس لجنة تحكيم الدورة، لوكا جوادانيينو، عن خالص شكره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما أعرب عن خالص شكره لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وأكد جوادانيينو أن مدينة مراكش تحولت إلى عاصمة للسينما في دجنبر، مع حضور شخصيات سينمائية رفيعة المستوى ومن مشارب مختلفة.
وأشار في هذا الصدد إلى مشاركة معلمين كبار من قبيل سيساكو، وكروننبرغ وبيرتون، وشون بين، الذين قدموا تجاربهم لسينمائيين شباب صاعدين ومبتدئين، وتقاسموا معهم الشغف بالسينما، وحكوا قصصا وتحدثوا عما يجعلنا أكثر إنسانية.
وإضافة إلى جوادانيينو، ضمت لجنة تحكيم الدورة كلا من المخرج الإيراني علي عباسي، والمخرجة الهندية زويا أختار، والممثلة الأمريكية باتريسيا أركيت، والممثلة البلجيكية فيرجيني إيفيرا، والممثل الأسترالي جاكوب إلوردي، والممثل البريطاني الأميركي أندرو غارفيلد، والممثلة المغربية نادية كندة، والمخرج الأرجنتيني سانتياغو ميتري.
ووفاء لعادته، خص المهرجان الدولي للفيلم بمراكش شخصيات بارزة في السينما المغربية والعالمية بالتكريم بمناسبة دورته الواحدة والعشرين، ويتعلق الأمر بكل من الممثلة المغربية القديرة نعيمة المشرقي التي وافتها المنية في أكتوبر الماضي، والممثل والمخرج الأمريكي المتوج بجائزة الأوسكار شون بين، والمخرج الكندي ديفيد كروننبرغ.
وشاركت في هذه الدورة 18 شخصية في فقرة “حوارات”، وهو ما يعتبر رقما قياسيا منذ إحداث المهرجان.
وكما هي عادة كل سنة، أتاحت برمجة هذه الدورة فرصة الكشف عن تصورات سينمائية شديدة التنوع. فقد تم عرض 71 فيلما من 32 دولة، في الأقسام الستة للبرمجة، وذلك في مختلف قاعات المهرجان بمدينة مراكش.
ومن بين الاختيار الرسمي لهذه الدورة، استفاد 12 فيلما من دعم “ورشات الأطلس”، برنامج الصناعة السينمائية لدعم المواهب الذي أطلقه المهرجان سنة 2018، التي كان عرابها هذه السنة السينمائي الأمريكي الكبير جيف نيكولز.
وعلى غرار الدورات السابقة، شهدت الدورة الواحدة والعشرون للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش مشاركة متميزة للمهنيين المغاربة الذين بلغ عددهم 300 مهني، وتغطية إعلامية واسعة. فقد تم اعتماد 170 منبرا إعلاميا، قام بتمثيلها 390 صحفيا، ومصورا، ومصورا مراسلا، ومصورين مغاربة ودوليين قدموا من جميع القارات.