أثار برنامج جديد تدعمه قناة الجزيرة القطرية جدلا كبيرا في المغرب، لما اعتبر أنه محاولة لجعل الثقافة والحضارة المغربية “موروثا مشتركا” لجميع دول المغرب الكبير.
مقدم البرامج المغربي محمد الرماش وصف بالخائن و”بلا نفس” عبر موقع “إكس”، جراء مشاركته في البرنامج الذي يحمل اسم “مغارب”، والذي رغم إقرار أصحابه بأن المنطقة المغاربية لا يمكن تصنيفها وحصرها في عرق أو دين أو حضارة، إلا أنهم في الوقت ذاته قرروا جعل كل دول المنطقة صاحبة “موروث مشترك”، وما يتميز به المغرب والمغاربة هو نفس ما يملكه الجزائريون والتونسيون، رغم الاختلاف بينهم من حيث التاريخ.
محمد الرماش وفي تفاعل مع الحملة المتصاعدة ضده، لجأ إلى الملك محمد السادس وخطابه عن الروابط المشتركة والمصير والجغرافيا، وقال موجها رسالة للمغاربة والجزائريين: “لم أكتب يوما تدوينة تصفق لأي نظام ولأي حاكم، لكننا اليوم في بلاء كبير يحتاج كلمات هادئة وحكيمة تنم عن رغبة راسخة للخروج من هذه الأزمة الخطيرة، كلمات تحررت من التعصب وترى المستقبل بقلق والحاضر بجدية واحترام للآخر”.
وأضاف “دعك من كل ما يحرك غضبك وأحقادك واسمع الكلام بلسان حاكم المغرب، عن روابطنا المشتركة ومصيرنا المشترك وحغرافيتنا المشتركة وكفاحنا المشترك، تستفزك هذه الكلمات؟ إنها كلمات ملك المغرب وفقه الله لما فيه الخير وجزاه على هذه الكلمات”.
ويبدو أن البرنامج الذي يزعم أصحابه إعادة اكتشاف التاريخ المشترك والهوية والمساهمة في التقريب بين الشعوب قد تحول منذ الشروع في بثه إلى “منبر” لإثارة الصراعات، خصوصا مع مشاركة صحفيين مقربين من المخابرات الجزائرية في محتواه كخديجة بن قنة، التي لا يخفى دورها في خدمة أجندة النظام العسكري الذي أعلن الحرب على المغرب في مختلف المجالات.
وفي إطار خدمة هذه الأجندة لم يكن مستغربا أن يكون وزير خارجية الجزائر أول ضيوف “مغارب” رفقة صحفيته بن قنة.