أصدر القضاء الإسباني يوم الجمعة 4 غشت الحالي، حكمًا بالسجن الاحتياطي في حق شخصين يُشتبه تورّطهما في تجنيد شباب وقاصرين بمناطق مختلفة في إسبانيا، وتلقينهم الفكر الجهادي استعدادا لتنفيذ مخططات إرهابية.
ويتعلق الأمر بالمدعو سالم حرشي صبراوي وهوجو كورتينا مارش، اللذين اعتُقلا يوم الأربعاء الماضي في مدينتي بينافينتي وفالنسيا، بفضل تعاون وتبادلٍ للمعلومات بين جهاز المخابرات المغربي ونظيره الإسباني.
وذكرت مصادر إعلام إسبانية أن الموقوفَين كانا تحت مراقبة أمنية منذ 22 نونبر 2022، فيما مكّن إذن قضائي بالتنصّت على مكالماتهم الهاتفية من كشف مخططّهما وتجنّب عمليات إرهابية وشيكة.
وكالة إيفي: دور المخابرات المغربية كان محوريا وضروريا
وكالة الأنباء الإسبانية إيفي من جانبها كشفت أن التهديدات المحتملة ذات الطابع الإرهابي، بدأ الكشف عنها سنة 2022، مع توالي التقارير عن قيام المعتقلين، بعمل بشكل متفق عليه ومنسق في المجال الافتراضي لتجنيد وتدريب دعاة الإرهابي عبر مواقع التواصل ومختلف المنصات.
المتهمان قاما بالإعداد ونشر المحتوى الإرهابي، وكذا وتحديد الأشخاص المتهدفين، لاسيما من خلال الإشراف على “مجموعة خاصة”، مكنت من التعرف والوصول إلى عشرات المستخدمين في جميع أنحاء إسبانيا، مع أكثر من عشرة منطقة وصلتها الدعاية.
وقد أظهرت التحقيقات كيف أن أنشطة “الدعوة” للمتهمين تجاوزت المجال الافتراضي، حيث تم الكشف عن الكتابات على الطرق العامة حيث عرضوا شعارات منظمة داعش الإرهابية مثل “دولة الإسلام باقية وتتوسع”.
ركز المتهمون أنشطتهم التدريبية الإرهابية بشكل أساسي على الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاما والقصر، وهو ما يدل، وفقا للشرطة، على نية واضحة للوصول إلى جمهور يعاني بشكل خاص من عمليات التطرف.
المتهمون اعتمدوا استراتيجية “متعددة المنصات” من أجل تحقيق هذا الهدف، عبر التواجد بكثافة في كل منصات التواصل الاجتماعي التي يستخدنها الشباب المستهدف.
وبهذه الطريقة، تلقى عشرات المستخدمين الموجودين في المجموعة الخاصة التي يديرها كلاهما، محتوا مرئيا ورسائل وتعليمات مناسبة للتطرف واتباع أفكار التنظيم الإرهابي.
الجانب الإسباني شدد أن التعاون بين DGST المغربية كان أمرا ضروريا للنجاح في العملية.
