أثار المسلسل التلفزيوني “كاينة ظروف” الذي يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة حاليا، ويتناول في جانب منه موضوع التبرع بالأعضاء، ردود فعل متباينة تجاه حدث وفاة بطلة هذا العمل الفني، إثر تبرعها بإحدى كليتيها لأخيها المصاب بقصور كلوي مزمن.
فقد قوبل هذا الاختيار الدرامي بكثير من الشجب من طرف فئة رأت فيه ضربا لكل الجهود المبذولة في مجال تشجيع ثقافة التبرع بالأعضاء بالمغرب، في حين اعتبرت فئة أخرى أن الأمر يتعلق بعمل فني من حق أصحابه اختيار الحبكة الدرامية التي يرونها مناسبة له.
ويطرح هذا العمل الفني العديد من الأسئلة حول الحدود الفاصلة بين حق صناع العمل الفني في الإبداع وواجب بث معلومات صحية موثوقة، كما هو الشأن بالنسبة لهذا المسلسل التلفزيوني الذي و جهت له أصابع الاتهام بإثارة مخاوف المتبرعين وبث اليأس في نفوس مرضى الفشل الكلوي الذين ينتظرون متبرعا يعيد لهم الأمل في الحياة.
رئيس الجمعية المغربية لطب الكلي، الدكتور طارق الصقلي الحسيني، أوضح في تصريح لـ “ماب” قال إن بث هذا المسلسل الرمضاني كان له أثر إيجابي وسلبي في الآن نفسه. فالأمر المحمود يتمثل في تسليط الضوء على موضوع زرع الكلي في المغرب. كما أن من حسنات هذا العمل الدرامي الرمضاني الذي يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة أنه ركز على هذا الموضوع الذي يتجاوز الجانب الطبي، ويعتبر قضية مجتمعية. أما الجانب السلبي فيتمثل في المغالطات والرسائل غير الصحيحة التي تم تمريرها من خلال هذا المسلسل، فرغم أنها تبدو غير مقصودة وجاءت في إطار حبكة درامية فيها نوع من الإثارة، إلا أن الأمر يثير الانزعاج، لأن وفاة المتبرعة بالكلية ضمن أحداث المسلسل نقطة غير مطابقة للواقع، وتكرس نظرة سلبية في مخيلة المشاهد الذي سيقرن مستقبلا عملية التبرع بالأعضاء باحتمال الوفاة.
وعن وفاة المتبرع، قال الطبيب إن احتمال الوفاة ضئيل جدا. وفي المغرب، لم يتم تسجيل أية حالة وفاة، لأنه يتم احترام جميع الشروط المطلوبة أثناء إجراء عملية جراحية لاستئصال عضو ما. قد يتم بالفعل تسجيل بعض المضاعفات القليلة التي تكون في حدود المعقول، والتي سرعان ما يتم تجاوزها قبل مغادرة المستشفى، لكنها تكون مرتبطة بالحالة الصحية للمتبرع له (المتلقي) وليس بسبب إجراء عملية زرع الأعضاء. وفي المغرب، تتكلل عمليات زرع الكلي بالنجاح رغم أنه من الناحية العددية، مازلنا لا نقوم بالعدد الكافي من هذه العمليات لأسباب متعددة، منها النقص في عدد المتبرعين الأحياء أو قلة الوصايا بالتبرع بعد الوفاة.