تلقى مؤخرا عدد من الأشخاص القاطنين بمدن مغربية مختلفة، اتصالا هاتفيا من سيّدة تُخبرهم أنها مُكلّفة بالوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك) في مدينة طنجة، ثم تطلب منهم الحضور إلى المدينة في اليوم الموالي أو الذي بعده على الساعة الثامنة والنصف صباحا لإجراء “مقابلة عمل”.
وتحرص المُكلّفة المفترضة بوكالة أنابيك خلال المكالمة على ألا يتوجّه “ضحاياها” إلى الوكالة، وتُطمئنهم بأن سيّارة مصلحة ستنتظرهم بإحدى ساحات طنجة لتُقلّهم مباشرة إلى مكتب الشركة المعنية بتوظيفهم بمنطقة طنجة المتوسط، حيث ستُجرى “مُقابلات العمل” معهم هناك.
وحسب ما حكى أحد الضحايا الذي قدم إلى طنجة من مدينة تاونات بعد تلقيه “مكالمة أنابيك”، فقد وجد سيارة تنتظره في “ساحة المدينة” بها سائق وشخصان آخران قيل له إنهما ذاهبان أيضا لإجراء “مقابلة العمل”، وبعد انطلاق السيارة لمسافة معيّنة توقفت عند منطقة خلاء ضواحي القصر الصغير، وهناك سيجد الضحية نفسه يتعرّض للسرقة تحت تهديد السلاح الأبيض من طرف السائق والشخصان الآخران، والذين قاموا بتكبيل يديه ورجليه بعد سرقة كلّ ما بحوزته وتركوه يُواجه مصيره.
وتمكّن الضحية من الزحف عدة أمتار حتى صادف أحد سكان المنطقة الذي قدّم له المساعدة، ليكتشف لاحقا أنه ليس أوّل شخص يتعرّض لهذا السيناريو المُحبك لتنفيذ سرقة باسم “أنابيك طنجة”، الشيء الذي أكده عدد آخر من الضحايا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مُحذّرين أقرانهم من الوقوع في فخّ أفراد هذه العصابة التي تمكّنت بطريقة ما من الوصول إلى السير الذاتية لعشرات الباحثين عن العمل واستغلالها في استدارجهم والاعتداء عليهم وسرقتهم.