بمجرد إعلان نتائج امتحان المحاماة، تبادلت مجموعة من الشخصيات المعروفة في مدينة طنجة التهاني والتبريكات بمناسبة نجاحهم في امتحان المحاماة، لكن هذه الفرحة انقلبت رأسا على عقب وصاروا يتمنون الآن مرور هذه الموجة دون الإشارة إلى أسمائهم.
في لائحة الناجحين بمدينة طنجة، يمكن العثور على أسماء منتخبين وأبناء محامين ورجال أعمال وشخصيات نافذة، وهي الأسماء التي دفعت الراسبين إلى التشكيك في نزاهة الامتحان جراء هيمنة هذه الشخصيات على لائحة الناجحين دون غيرهم من المواطنين الذين لا يحملون أسماء عائلات معروفة، حسب ادعائهم.
ويخشى الناجحون، لاسيما العاملون في المجال السياسي، من ذكر أسمائهم بعدما أصبح يُنظر لهم بنظرة الشك والريبة، جراء ما تم كشفه خلال الأيام الماضية من خروقات، رغم تأكيد وزير العدل بأن العملية تمت بشفافية ودون مخالفات، مشددا بأنه لن يجري أي تحقيق لغياب “شبهة الجريمة”.
عدد من الراسبين وبعض الصفحات المتخصصة في التسريبات شرعت بالفعل في الحديث عن بعض الأسماء التي يمكن الاطلاع عليها بسهولة في لائحة الناجحين على مستوى طنجة، وفي هذا الإطار أثار نجاح ابن أحد رجال الأعمال جدلا كبيرا لأنه لم يكن أصلا ضمن المدعوين للامتحان، ما دفعه للخروج للتبرير والتوضيح واعتبار أن ما وقع “خطأ” فقط.
خريجو كلية الحقوق من جانبهم كشفوا عن لائحة تُظهر أسماء أبناء أعضاء في هيئة المحامين في طنجة، معتبرين أن ذلك شكل إحباطا لهم وأضاع مجهود سنوات من الدراسة، حيث تبيّن أن مزاولة هذه المهنة أصبح حكرا على عائلات بعينها في إطار “التوارث”.
وبينما يُنتظر أن يدلي وزير العدل بتصريح حاسم حول الملف، أعلنت الوزارة عن موعد إجراء الاختبار الشفوي، الذي حددته في أیام 1 و2 و3 و4 مارس 2023، في خطوة اعتبرھا عـدد من المُنتقدين على مواقع التواصل الاجتماعي محاولةً لطي فضیحة المباراة.