بعد 3 سنوات من العمل.. مشروع ضخم يرى النور بساحل طنجة لفائدة الجميع

طنجة7
طنجة7

أنهت شركة “أمانديس” أشغال مشروعٍ ضخم يتمثّل في إزالة التلوث بالساحل الأطلسي جنوب مدينة طنجة، حيث شرعت الشركة مؤخراً في تشغيل نظام نقل مياه الصرف الصحي من مدينة أصيلة نحو محطة معالجة المياه العادمة بوخالف، ما سيُمكّن من القضاء نهائياً على التلوث بالساحل الأطلسي على امتداد محور أصيلة طنجة.  

ومن أجل تنفيذ هذا المشروع، عملت شركة “أمانديس” على توسيع محطة معالجة المياه العادمة بوخالف بسعة إضافية تبلغ 32000 متر مكعب في اليوم، أي أكثر من 3 أضعاف السعة السابقة، لتصل إلى قدرة إجمالية تبلغ 42800 متر مكعب في اليوم.

وحالياً، يتم تجميع مياه الصرف الصحي بمدينة أصيلة وتحويلها باستخدام نظام التحويل هذا إلى محطة التصفية بوخالف، بعدما كان يتم تصريفها سابقاً في البحر خلف حي للا رحمة بحجمٍ يُقارب 5000 متر مكعب في اليوم.

أثر المشروع وأهدافه:

مشروع نظام نقل مياه الصرف الصحي لساحل المحيط الأطلسي على محور طنجة أصيلة، سيؤدي إلى تحسين جودة مياه الاستحمام وتعزيز الواجهة الساحلية وزيادة الجاذبية السياحية لمدينة أصيلة ومحور أصيلة طنجة الساحلي.

ويهدف المشروع أيضا إلى تحسين جودة الحياة لفائدة ساكنة مدينة أصيلة وجماعة أقواس برييش و7 دواوير تابعة لجماعة حجر النحل، والحفاظ على الصحة العمومية والقضاء على الروائح الكريهة والمزعجة الناتجة عن تصريف المياه العادمة الخام، حيث يصل عدد السكان المستفيدين إلى 50 ألف نسمة.

مكوّنات المشروع:

وحسب ورقة تعريفية عن هذا المشروع الضخم، فهو يتكوّن من ثلاث محطات ضخ، وهي محطة للا رحمة بسعة 109 لتر في ثانية، ومحطة واد غريفة بسعة 250 لتر في الثانية، ومحطة تهادرت بسعة 285 لتر في الثانية.

وإضافة إلى هذه المحطات الثلاث، تم تقوية وتدعيم خمس محطات ضخ قائمة، وهي محطة الضخ المرسى R3 (114 لتر / ثانية)، محطة جيلمار (117 لتر / ثانية)، محطة القطري ديار (160 لتر / ثانية)، محطة السبيطة (180 لتر / ثانية)، محطة ابن بطوطة (200 لتر / ثانية).

وقد احتاج المشروع إلى مدّ 23 كلم من القنوات بأقطار تتراوح بين DN 400 مم و DN 800مم، وبناء حوالي 1.1 كلم من الأنفاق، كما يتضمن عبور ثلاثة وديان بتقنية الحفر الموجه.

مدّة إنجاز المشروع وتكلفته:

وعن مدة إنجاز هذا المشروع غير المسبوق، فقد استغرق الانتهاء من العمل ما يقرب من 36 شهرا، وبلغت تكلفته الإجمالية 117 مليون درهم، فيما استدعت “أمانديس” حوالي عشرين شركة متخصصة من أجل القيام بالدراسات وتقديم المساعدة التقنية والمعمارية، ومد القنوات والحفر وإنشاء الأنفاق، وبناء وتجهيز محطات الضخ مع إجراء دراسات حول أثرها البيئي.

خصوصية المشروع:

ويمثل نظام نقل المياه من الساحل الجنوبي أصيلة طنجة إلى محطة معالجة المياه العادمة بوخالف عدة خصائص، منها تحقيق عبور الأودية (الحلو وغريفة وتهادرت) بتقنية الحفر الموجه، ووجود منسوب المياه الجوفية والأرض الرملية التي تطلبت:

استخدام دعامات صفائحية لحماية وتثبيت الخنادق بالنسبة للقنوات، وإنشاء محطتي ضخ تهادرت وغريفة باستعمال ما يعرف بتقنية القطع، واستعمال فقط الأنابيب من البولي إيثيلين عالي الكثافة (PEHD) والبولي كلورور الفينيل (PVC)، وتجنب الأنابيب الخرسانية لكونها معرضة للتحلل بفعل التفاعلات الكيميائية مع غاز كبريتيد الهيدروجين.

معيقات واجهت المشروع:

وعن استغراق المشروع 36 شهرا من أجل الانتهاء من أشغاله، فقد اتّضح أنه واجه عّدة معيقات تمثّلت في القيود التقنية المتعلقة بوجود الماء والعوائق الجيوتقنية، التي تطلبت تغيير خيار الممر المحتفظ به كحل أساسي لمتغير أنابيب HDPE DN 800 المموجة، من خلال تنفيذ ذلك عن طريق الحماية بوضع ألواح داعمة وتكسية الأرضية والردم بالجرافيت.

كما واجهت الأشغال معيقات تقنية متعلقة بوجود طوق كثيف على طول المقطع بين محطة الضخ المخطط لها، محطة الضخ تهادرت، والربط على مستوى الشبكة الحالية لمحطة الضخ غيلمار، والتي تطلبت تغيير المسار وبالتالي تحقيق تقاطعان مع الطريق الوطنية رقم 1 بحفر أفقي مع أنابيب محمية بأغماد فولاذية.

كما تمثّلت المعيقات في وجود شبكات اتصالات دولية، وتحدّيات استقرار خط السكة الحديد التي تطلبت دراسات جيوتقنية ومراقبة طبوغرافية.

6 Comments
  • كل مدينة يجب أن تتوفر على محطة لمعالجة المياه القادمة. والمدن الشاطءية عليها أن تتوفر إضافة إلى هذا، على محطة لتحلية مياه البحر. هاتان وسيلتان ضروريتان لمواجهة الجفاف والتصحر. وهذه المحطات يجب أن تستخدم الطاقات المتجددة. هذه أهداف استراتيجية على المغرب ان يحققها إذا أراد أن يحافظ على سيادته بل ووجوده في المستقبل القريب. وليس البعيد. اللهم اني قد بلغت!

  • سؤال حول مصب هذه المحطة بعد التصفية لوحظ زيادة تلوث شاطئ سيدي قاسم اجزناية بمخلفات المحطة حيث اصبحت الرمال الذهبية سوداء ماء البحر كريه الرائحة وخروج طحالب كل يوم وسمك نافق ولم يعر البيئون اي اهتمام لهذه الكارثة البيئية التي تهدد الحياة البحرية

  • بعد كل هذه الأشغال الجبارة المشكور عليها نتمنى ان يتم إعادة تدوير هذه المياه اامعالجة في ري وسقي المناطق الخضراء والمنتزهات الخ حتى لا تهدر اية قطرة من الماء وبالخصوص في الظروف ااراهنة التي تعرف جفاف قل نظيره

    • مشروع جيد، ونطالب المسؤولين بتزويد الدواوير بالماء على طول الخط للحد من معاناتهم، من جانبنا يحب أن نحرص على إزالة الرواسب من الماء المستعمل حتى نخفف الضغط على محطات التصفية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا

اعثر علينا على الوسائط الاجتماعية
نشرة السابعة
إشترك معنا للتوصّل بجميع مقالاتنا

إكتشف الفئات