مياه الشرب والسقي.. اعتماد طرق “ثورية” لتخفيف الضغط عن تطوان ونواحيها

طنجة7
طنجة7

من أجل مواجهة الإجهاد المائي، ووفقاً للاستراتيجية الوطنية للماء، اعتمدت شركة أمانديس المكلفة بتدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل في طنجة وتطوان، مشروع “إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة “REUSE”، كمصدر مهم من المصادر غير التقليدية للماء، والحل الفعال الذي يحمي البيئة ويحدّ من مخاطر التلوث نتيجة السوائل الملوثة التي يتم تصريفها في الوسط الطبيعي.

وتقول شركة أمانديس، فرع مجموعة فيوليا، إنها التزمت منذ بداية العمل بموجب عقدة التدبير المفوض، بالتنمية المستدامة ونهج الاقتصاد الدائري، حيث جعلت من مشروع “REUSE” نهجا نحو المستقبل، واعتبرته أحد ركائز استراتيجيتها للحفاظ على الموارد وحماية البيئة.

العمل والالتزام من أجل تحول بيئي

وفي إطار الحفاظ على الموارد المائية ولتلبية الطلب المتزايد على الماء، تستفيد أمانديس من خبرتها في إعادة استخدام المياه العادمة بعد معالجتها لسقي ملاعب الغولف والمساحات الخضراء العمومية في المنطقة الشمالية للمملكة.

وتتيح تقنيات تثمين مياه الصرف الصحي المعالجة خدمة تطوان ومرتيل والمضيق والفنيدق، من خلال إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة في محطة “تمودا باي” بـ 30 ألف متر مكعب في اليوم.

وقد كان برنامج إعادة استخدام المياه العادمة موضوع اتفاقيتين اثنتين تم التوقيع عليهما، بين الأطراف المعنية المتدخلة، من أجل تحديد طرق تنفيذ وتمويل الاشغال المطلوبة، وتم تقسيم مدة الانجاز إلى ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: كانت موضوع إنشاء شبكات توزيع المياه المعالجة لسقي ما يزيد عن 171 هكتارا من المساحات الخضراء على امتداد المحور الساحلي بين المضيق والفنيدق وملاعب الغولف والمركبات السياحية.

المرحلة الثانية: بتكلفة قدرها 53 مليون درهم، تم بناء عدة محطات وخزانات بسعة 12000 متر مكعب لرفع سعة التخزين والاستغلال بالنسبة لإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة “REUSE”.

المرحلة الثالثة: وتشمل توسيع شبكة التوزيع إلى 20.3 كلم لسقي المساحات الخضراء العمومية في تطوان، من ملتقى الطرق “الملاليين” إلى غاية “صدينة”، مساحة 40 هكتارا.

محطة معالجة المياه العادمة “تمودا باي”، منشأة حقيقية لتثمين مياه الصرف الصحي المعالجة

بتعبئة استثمارات ضخمة، تبلغ حوالي 160 مليون درهم، يمكن اليوم اعتبار محطة معالجة المياه العادمة “تمودا باي” مشروع تنمية مستدامة ذا قيمة مضافة عالية، حيث إن تشغيله من قبل أمانديس، فرع فيوليا، يمكّن من تعزيز نظام سقي المساحات الخضراء العمومية بمدينة تطوان والمحور الساحلي بين المضيق والفنيدق، وملاعب الغولف، والمركبات السياحية، كما يسمح بتوفير مصدر مائي إضافي غير تقليدي ولحماية الأوساط الطبيعية المستقبلة.

وفيما يتعلق بمعالجة الحمأة، يتم نقلها إلى طرادتين مركزيتين من أجل الحصول على جفاف يقترب من 20٪ عن طريق التخثر البوليمري ثم يتم التخلص منها في المطرح العمومي.

كما يتم معالجة الروائح الكريهة (كبريت ثنائي الهيدروجين H2S والميركبتان) كيميائيا مع حمض هيبوكلوريت الصوديوم NaClo، الصودا NaOH وحمض الكبريت H2So4.

وتقول أمانديس إنها “تضع دائما، التحديات البيئية والمجتمعية في صميم الغاية من وجودها، لذلك أطلقنا العديد من المشاريع في السنوات الأخيرة للتعاطي مع إشكالية الاجهاد المائي التي تعاني منها المنطقة الشمالية، بما في ذلك تامودا باي ومختلف البنيات التحتية ذات الصلة للسماح بتوسيع شبكات لإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة”.

ويؤكد محمد الطلال، مدير الماء والتطهير السائل بأمانديس تطوان، أن ذلك يتماشى تماما مع استراتيجية الشركة لمواكبة ودعم المنطقة.

مورد إضافي من الموارد غير التقليدية خلال فترة الصيف

نظرا لحالة الإجهاد المائي الذي تعرفه المنطقة، ومن أجل الاستجابة للتحديات الاقتصادية والبيئية الحقيقية، فإن إعادة استعمال المياه المعالجة “REUSE”، بمثابة مورد مائي غير تقليدي استراتيجي مكّن من إنتاج 3 مليون متر مكعب بين 2016 و2021، وسقي ما يزيد عن 313 هكتارا من المساحات الخضراء العمومية.

كما أن إعادة استخدام المياه العادمة، وهي عملية إعادة تدوير ومعالجة، تسمح بتقليص الاعتماد على المياه الجوفية ومصادر المياه الطبيعية الأخرى وتحسين دورة استخدام المياه.

وفي هذا الصدد يقول رشيد العمري، المدير العملياتي لأمانديس تطوان: “تتماشى هذه الاستراتيجية تماما مع منطق الاقتصاد الدائري والتحول البيئي وسبب وجودنا الهادف إلى الحفاظ على الموارد المائية وحمايتها. إنه يجعل من الممكن تخفيف الضغط عليها بشكل ملموس، خاصة في فصل الصيف عندما يزداد عدد السكان بشكل كبير في تطوان ونواحيها، بالنظر إلى الطبيعة السياحية للمنطقة، حيث تزداد الحاجة إلى الماء الصالح للشرب بوتيرة أكبر”.

أمانديس ملتزمة بإدارة الموارد بشكل مستدام

لأن الحفاظ على الماء الصالح للشرب أصبح رهانا رئيسيا، تتعبأ له كافة الجهات الفاعلة العمومية والخاصة، فقد أضحى اعتماد السلوكيات البيئية لتحسين التحكم في الاستهلاك ضرورة اقتصادية وبيئية وبادرة لفائدة الكوكب.

في هذا الصدد، وبفضل مخطط دقيق للغاية، تقول أمانديس إنه يمكنها اليوم تجنب ضياع مياه الشرب، تبعا لاستخدام تقنية حديثة للكشف عن التسربات تحت الأرض المستخدمة بشكل أكبر في البلدان المتقدمة: الإدارة عن بعد، والتقنيات الحديثة للكشف تحت الأرض، ومشاريع تجديد الشبكة، بالإضافة إلى القيام بحملات تحسيسية واسعة حول الحفاظ على المورد في المدارس والأحياء والوكالات التجارية.

وتؤكّد شركة أمانديس أنه تبعاً لذلك، انتقل مؤشر مردودية الماء الصالح للشرب من 52.77٪ سنة 2002، إلى 79.72٪ سنة 2021.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا

اعثر علينا على الوسائط الاجتماعية
نشرة السابعة
إشترك معنا للتوصّل بجميع مقالاتنا

إكتشف الفئات