قدمت فتاة كانت تعمل في مركز اتصال في مدينة طنجة تعود ملكيته للمستثمر الفرنسي “جاك بوتيي” شكاية في فرنسا ضد الرجل، الذي اعتقل السبت 21 ماي 2022، بتهمة الاتجار بالبشر واستغلاق قاصرين واغتصابهم.
الفتاة كشفت أنها تعرضت على مستوى مركز اتصال في طنجة إلى مساومة وتحرش جنسي، من أجل الحصول على العمل والحفاظ عليه.
وفي خرجة إعلامية دون الكشف عن هويتها، قالت الفتاة بأن الشبهات حول الأمر انطلقت منذ البداية، فعندما تقدمت للعمل وكانت تخضع للتكوين والتدريب، أخبرها عاملون هناك بأنها “النوع الذي يعجب السيد جاك بوتيي“، دون أن تستوعب نوع هذا الاعجاب ومعتقدة بأن الأمر يخص العمل فقط.
بوتيي الذي يتردد بكثرة على طنجة وعدد من المدن المغربية حيث وسع نشاطه التجاري وأيضا “حفلاته“، قالت إنه وبمجرد لقاءه بها للمرة الأولى أبدى إعجابه بجمالها والأكثر “إعجابه بصدرها“، وقد عبر عن ذلك أمام الجميع، كما قام بالإمساك بها وتملس كتفها دون رغبتها.
الفتاة قالت إن الأمر تطور بعد ذلك، فبدأ بوتيي يتقرب منها بشكل واضح ويقدم لها عروضا للخروج معه، وحتى تحدث معها عن “مخابئ في القنصلية الفرنسية” يمكن استخدامها، لكن الضحية أكدت بأنها رفضت كل هذه العروض وعبرت عن استغرابها له، مع التعامل بحذر ودون إغضابه خشية خسارتها للعمل.
وبعد التلميح والتقرب، تقول الفتاة بأن جاك أرسل لها في يوم من الأيام رسالة واضحة، أخبرها فيها بأنه سيأتي قريبا للمغرب لممارسة الجنس معها، وأخبرها بأنها عندما ستوافق سيوفر الحماية لها ويساعدها في كل شيء.
الضحية أكدت بأنها رفضت العرض على الفور وعندما حاولت الحديث معه، أخبرها بأنها يجب عليها مداعبة عضوه التناسلي أولا قبل الاعتراض، وأمام رفض الفتاة للعرض، أرسل لها رسالة وصفها فيها بـ “العاهرة” وأخبرها بأنها يجب أن ترحل على الفور.
بعد يومين من المراسلة تم طرد الفتاة من العمل.
اعتقال بوتيي
وكانت فاة تبلغ من العمر 22 عاما، قد تقدّمت بشكاية لدى مركز للشرطة ضد المؤسس والرئيس المدير العام لمجموعة “Assu2000” المتخصّصة في مجال التأمينات، اتهمته باحتجازها في شقة بالعاصمة باريس منذ عام 2016، حيث ظل يستغلها جنسيا إلى أن قرّر استبدالها بفتاة أخرى تبلغ من العمر 14 عاما، ما مكّنها من تصويرهما معا وتقديم الدليل للشرطة، التي قامت بالتحقيق وتوثيق الأدلة ضد المشتبه فيه.
وكان صاحب مجموعة “Assu2000″، التي تملك مركزين للاتصال في طنجة، لا يمنع مغادرة فتاته المحتجزة للشقة الباريسية من حين لآخر، لكنه كان يُرهبها ويُهدّدها ليجعلها خائفة وتنصاع دائما لرغباته، وقد تم أيضا اعتقال زوجته التي كانت على علم بنزواته، ومُستخدمة كانت مكلّفة بجلب الفتيات القاصرات، وثلاث أشخاص آخرين للتواطؤ وعدم التبليغ.
بمجرد اعتقال الرجل الذي يبلغ 75 سنة، بدأ النبش في تاريخه وفي أنشطته المنتعشة للغاية في المغرب، إذ أشارت تقارير بأن إحدى المتعاملات معه تدعى “غيثة” كشفت عن تنظيمه لحفلات بشكل دوري في عدة مدن كطنجة لصالح العاملين أو الراغبين بالعمل، وفي الغالب تنتهي هذه الحفلات بعروض جنسية.
صمت في طنجة وتواصل البحث عن مشتكيات
في مدينة طنجة التي كان بوتيي كثير التردد عليها يعم الصمت ولا أحد يتحدث بشكل علني عن القضية، بالرغم من شروع عدد من المتعاملين السابقين بتسريب معطيات وحديث عن حالات تحرش واستغلال جنسي.
وفي ظل عدم قيام السلطات المحلية بفتح تحقيق، يفضل العديد من الضحايا التزام الصمت إما للحافظ على العمل أو تجنب التشهير والفضيحة.
الصمت لم يمنع بعض الناشطات إلى دعوة كافة الضحايا إلى سرعة تقديم شكايات لتحريك المياه، ووقف هذا الاستغلال، وكذا فضح كافة المتورطين مع جاك بوتيي في طنجة وكافة المدن المغربية التي عمل بها، خصوصا أنهم كانوا يساعدونه في استقطاب الضحايا.