main_photo_ar
جوزيف بلاتر كما بدا خلال إعلان استقالته

بلاتير يستقيل بعدما تأكد أنه لن يفلت من المتابعة


محمد العسري
2015-06-03


واضح أن بلاتير لم يجد خيارا آخر غير تقديم استقالته من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي ظل يمسك بيد من حديد في تدبير شؤونه بمزاجية كبيرة، بدعم من عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا، ورؤساء الكثير من الاتحادات الدولية. 
وقد جاءت استقالة الثعلب السويسري بعد مرور أقل من أسبوع على إعادة انتخابه على رأس الاتحاد الدولي للمرة الخامسة منذ سنة 1998، بعد أن تأكد أنه لن يفلت من المتابعة في ملفات الفساد المالي التي انفجرت قبل إعادة انتخابه بزمن قليل، عقب بداية انكشاف خيوط الفضائح المالية، المتمثلة في تلقي رشاوى من طرف بعض الدول التي احتضنت المونديالات التي أقيمت في عدد من البلدان، فرنسا 1998 وجنوب إفريقيا 2010 وغيرها، ولا شك أن تلك الرشاوى التي دفعت لعدد من أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا مقابل التصويت لصالح الدول التي منحت تنظيم كأس العالم، لا يمكن أن يكون بلاتر لا علم له بها، أو لم يصله نصيبه منها.
وهكذا يمكن اعتبار إقدامه على تقديم استقالته في هذا الظرف بالذات، بعدما خاض معركة قوية للفوز بمنصب رئاسة الفيفا، واستعمل كل ما يملك من أسلحة للانتصار على خصمه الأمير الأردني علي بن الحسين، الذي فضل الانسحاب من التنافس في الجولة الثانية بعد أن تيقن من أن دهاء ومكر بلاتر لا حدود لهما، فالاستقالة على ما يبدو لم يكن مفر منها، فإذا لم يستقل فستأتي الإقالة لا محالة، وتوقيتها يقترب، فما كان عليه إلا أن يستبق الأحداث ويعلن استقالته، فيكون بذلك على الأقل تفادى واقعا مؤلما ومحرجا وسيئا كان سيجد نفسه تحت ضغوطه وتأثيراته المزلزلة.
فلا شك أن التحقيق الذي يباشره القضاء الأمريكي فضائح الفيفا، والذي أدى إلى الوقوف على دلائل وإثباتات وحجج على تورط عدد من المسؤولين الكبار في الفيفا في الفضائح المالية، التي تثبت أن الفساد كان سيد الموقف في تصريف الشأن العام للاتحاد الدولي لكرة القدم، طوال المدة التي قضاها بلاتر على رأس الفيفا، وإذا كان بعض المهتمين بالحركة الكروية العالمية قد اعتبروا قرار جوزيف بلاتر بالاستقالة من رئاسة الفيفا مفاجئا، على اعتبار أنه كان متحمسا للاستمرار في منصبه مصرا على ألا يتركه لغيره في الظروف الحالية رغم تقدمه في السن (79 سنة)، فإنه في اعتقادي كان مجبرا على أن يقاوم من أجل البقاء في موقعه خوفا من أن يبادر من سيخلفه إلى البحث والكشف عن مواطن الفساد في تدبير المنظمة، والعمل على كشف المستور منها.
ولا شك أن الأيام القليلة المقبلة ستميط اللثام عن المزيد من قضايا الفساد، ولا شك ان الخناق أمسى يضيق حول عنق بلاتر الذي لن يكون بعيدا عن المساءلة في قضايا الفساد داخل الفيفا، وما استقالته المفاجئة إلا محاولة للهروب من الفضائح التي انتشرت روائحها النتنة العفنة على امتداد جغرافية العالم، والتي لا بد أن يؤدي ثمنها الباهظ بلاتر وعصابته.




Facebook Google Twitter



2016 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة7