main_photo_ar
من اليمين: الزمزمي، الفزازي، الصمدي، سينا

طنجة المتطرفة


فيصل بوناب
2015-04-14


يصورها المغرب في وسائل الإعلام الغربية على كونها "منارته" الجديدة، التي ستقود ابتداء من سنة 2020 الاقتصاد الوطني، لكن طنجة التي مرت عليها حضارات متعددة منذ تأسيسها عام  1320 قبل الميلاد، أصبحت اليوم متطرفة في كل شيء.
يشغل منذ الأسبوع الماضي شيخ زاوية يدعى محمد الصمدي، وسائل الإعلام المحلية والوطنية وحتى العربية، بعد اختلاق صفحات فايسبوكية أخبارا ومعلومات مفبركة عنه، ورغم توضيحه لحقيقة "نشاطه"، وعمل وسائل إعلام على تلميع صورته، إلا أنه يبقى نموذجا لممارسات "دينية" يستخدم فيه "الدين الإسلامي" للكسب المادي وبيع الوهم للناس، وذلك بدعم من السلطات التي تعمل سنويا على توزيع هبات على "الزوايا".
محمد الصمدي الذي لا يتجاوز عمره الـ 25 سنة، ويرضى تقبيل "أتباعه" ليده للحصول على بركته بحجة أنه ينحدر من "آل البيت"، ليس استثناء في طنجة، التي أصبحت المصدر الأول "للظواهر والشخصيات الغريبة"، كما تصديرها لأغلبية الجهاديين للقتال في سوريا والعراق.
طنجة لم تعد تُعرف الآن بابن بطوطة أو محمد شكري، حيث صار نجوم العصر من أمثال عبد الباري الزمزي، الذي استطاع بتصريحاته وفتاويه الغريبة والعجيبة أن يتحول إلى نجم، تتسارع وسائل الإعلام للحصول على فتوى منه للرفع من نسب مشاهدتها أو قراءتها.
عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، أصبح يعرف بكونه صاحب فتوى "الجزرة"، فأباح للنساء المتزوجات ممارسة العادة السرية باستخدام الجزرة ويد المهراز، في حال غاب عنهن الزوج، "الشيخ" أباح أيضا ممارسة الرجل للجنس على زوجته حديثة الوفاة، ليترك وسائل إعلام عربية تتساءل "هل هذا المغرب الذي كان يأتي منه الخطاب المتنور والمنفتح؟".
وينافس الزمزي نجم آخر هو محمد الفزازي، الذي لم يلمع نجمه بالفتاوى أو الظواهر الغريبة، لكنه أصبح نجما منذ خروجه من السجن سنة 2011، حيث كان يقضي عقوبة تتعلق بـ "الإرهاب"، لسرعة تغيير أرائه وانتقاله من معارض إلى حمل وديع.
الفزازي، الذي يعد شاهدا لنجاح الدولة المغربية في "إعادة إدماج المتطرفين"، أصبح اليوم نجما تطلبه كافة المؤسسات السياسية والإعلامية والاجتماعية، الندوات لا تنجح دون آرائه المتشددة التي يصفق لها "الليبراليون" قبل "الإسلاميين"، بعد أن أصبح يرفض الانتماء إليهم بحجة "الجميع مسلمون".
طنجة المتطرفة استطاعت في ظرف سنوات قليلة أن تجمع المتناقضات، فالمدينة تحتضن أكبر عدد من السلفيين، ما حولها حسب تقارير استخبارتية وإعلامية إلى المصدر الأول للمقاتلين، لكنها في نفس الوقت تحتضن أكبر مجموعة من الشيعة رغم غياب إحصائيات رسمية، والكل يعلم العداء بين المجموعتين إذ كل واحدة تعتبرها تهديدا مباشرا لها، ما ظهر جليا عقب الحديث عن الترخيص لمؤسسة شيعية بالمدينة.
كل هذا التطرف الديني، يقابله في نفس الوقت "انفتاح متطرف" فالمدينة تُعرف أيضا بانتشار الملاهي الليلية والحانات والشقق المفروشة والدعارة وارتفاع نسبة تعاطي المخدرات، ليصدق على طنجة الكبرى مقولة "التطرف يولد التطرف".




Facebook Google Twitter



2016 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة7