main_photo_ar

هل يكون تلوث الهواء سببا في ارتفاع حوادث الانتحار بطنجة؟


أنور البقالي
2015-02-26


في ظرف أسابيع قليلة فقط، شهدت مدينة طنجة العشرات من حالات الانتحار أو محاولات الإقدام عليه. وخلف التباين الكبير في أعمار المنتحرين وجنسياتهم وحالاتهم الاجتماعية، حيرة لدى متتبعي الشأن المحلي، وضبابية وارتباكا في التحليل لكل من حاول فهم أو تفسير "الظاهرة"، أو إيجاد دافع وجيه لها. 
بدأت حكاية الانتحارات الملفتة للنظر، حسب ما  رصده موقع "طنجة7"، في شهر أكتوبر من سنة 2014، عندما سُجلت في طنجة محاولتا انتحار في يوم واحد، ثم توالى تنفيذ المحاولات، التي للأسف كانت أغلبها تودي بحياة منفذيها. 
وهكذا، وبعد أقل من شهر على المحاولتين المذكورتين، سُجل انتحار رجل ألقى بنفسه أمام قطار، ثم انتحار تلميذة ثم عون قضائي ثم أستاذ ثم 3 انتحارات في يوم واحد، ثم فتاة ألقت بنفسها من عمار ة ثم انتحار مقيمة فرنسية ثم انتحار طفل لا يتعدى عمره 12 سنة ثم بقال تجاوز السبعين من عمره، ثم طبيبة ثم انتحاران في يوم واحد... وكلها كانت انتحارات لا يفصل بينها إلا زمن قصير، حتى تحولت إلى ظاهرة مقلقة يتحدث الجميع عنها في مدينة طنجة.
وبعيدا عن التوتر والقلق والخوف والاكتئاب، وباقي العوامل النفسية الأخرى التي يمكن أن تدفع الواحد إلى الانتحار، كشفت مؤخرا إحدى الدراسات الأمريكية، أن هناك أدلة على وجود دافع جديد للانتحار هو التعرض لتلوث الهواء، ولو على المدى القصير، وخصوصا لثانى أكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة السامة.
وأكدت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة (The American Journal of Epidemiology)، أن فريق البحث لديها راجع سجلات 1,546 شخص انتحروا بين عامي 2000 و2010 فى مقاطعة "سولت ليك"، ووجدوا أن الأفراد الذين تعرضوا لزيادة مستويات ثاني أكسيد النيتروجين كانوا 20٪ أكثر عرضة للانتحار في غضون الثلاثة أيام التالية، في حين أن أولئك الذين يتعرضون لتركيزات أعلى من الجسيمات الدقيقة كانوا 5٪ أكثر عرضة للانتحار في غضون الثلاثة أيام التالية. 
فهل يمكن أن تكون مدينة طنجة قد وصلت إلى مرحلة متقدمة في مستويات تلوث الهواء، ما يجعل هذه المستويات من التلوث تتفاعل مع عوامل أخرى لتزيد من مخاطر الإقدام على الانتحار؟!




Facebook Google Twitter



2016 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة7