استضافت المديرية الجهوية للاتصال مساء يوم الأربعاء 25 أكتوبر ببيت الصحافة في طنجة، الإعلامي المغربي مصطفى العلوي، الذي يشغل حاليا منصب المدير العام لصحيفة الأسبوع الصحفي، وقد تناول موضوع علاقة الصحافة بالسياسية.

العلوي حسم منذ البداية النقاش حول هذه العلاقة، معتبرا بأن السياسة والسياسيين في حاجة للصحافة والإعلام من أجل الاستمرار، والعكس غير صحيح فالصحافة قادرة على الاستمرار دون الحاجة للسياسي.

المتحدث أكد أن السياسي وليستمر يحتاج  منطقيا "للصحافة الحزبية"، فالأحزاب التي لم تتمكن من خلق أذرعها فشلت في فرض وجودها على الساحة، مقارنة مع أحزاب أحسنت تواجدها الإعلامي، كمثال حزب الاستقلال.

العلوي في المقابل اعتبر أن العلاقة بين الصحافة والسياسة واضحة ومحددة في الدول الديمقراطية المتقدمة، لكن الحال في دولتنا المتخلفة على حد وصفه مختلف، لأنها تعتقد أن الصحافة يجب أن تقوم بخدمتها أو تكون تابعة لها، وهو نفس منطق السياسة والسياسيين.

الصحفي الكبير انتقل من هذه النقطة للحديث على واقع الصحافة المغربية، مشيرا إلى تراجع المبيعات بشكل كبير وعدم تحقيق كبريات الصحف ما لا يتجاوز 20 ألف نسخة، والهجوم الكبير على المواقع الإلكترونية كبديل للشعب المغربي نتيجة تعليمه ورفضه الصرف على الصحف، وغياب جيل جديد من الصحفيين الاحترافين مهنيا أو المتمكنين من اللغة العربية.

العلوي بدا في حديثه "يتحسر" على الصحافة في عصر الملك الراحل الحسن الثاني، حيث ورغم القمع الذي عرف به إلا أن الصحافة عاشت ازدهارا في مختلف المجالات، وكان الملك هو الذي خلق ما يعرف بـ "الدعم" حاليا لدعم كافة الصحف لـ "أهداف إنسانية بالدرجة الأولى"، فضلا عن وجوده كشخصية ذات قدرة تواصلية كبيرة، تعود لخطاباتها كافة وسائل الإعلام حاليا عند مرور المغرب بظروف صعبة.

وعكس هذا الحال قدم العلوي صورة سوداوية عن واقع الصحافة في العهد الجديد أو عهد الملك محمد السادس، مؤكدا أن سنوات الحرية الأولى والتي شهدت ازدهارا كبيرا، سرعان ما تم إجهاضها والسعي للسيطرة على الصحافة، وذلك باستخدام ورقة "الدعم"، التي تعمل على قتل مجموعة من الصحف ومن بينها الصحافة الجهوية والإقليمية.

العلوي قال إنه وبعد قتل وتدجين الأحزاب تقوم الدولة باعتماد نفس النهج مع الإعلام، منتقدا الشروط والقوانين التي تسلط على الصحافة وغياب ظروف العمل بحرية وسلامة دون الخوف من الملاحقة.